رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يا خويلة ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه". قالت: فوالله! ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي:"يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك". ثم قرأ علي:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مريه، فليعتق رقبة". قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما عنده ما يعتق، قال:"فليصم شهرين متتابعين". قالت: والله يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام، قال:"فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنا سنعينه بعرق من تمر"، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله! سأعينه بعرق آخر، قال:"قد أصبت وأحسنت"، فاذهبي، فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا قالت: ففعلت.
قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق: الصن.
حسن: رواه أحمد (٢٧٣١٩) واللفظ له، وأبو داود (٢٢١٤، ٢٢١٥)، وابن الجارود (٧٤٦)، وصحّحه ابن حبان (٤٢٧٩)، والبيهقي (٧/ ٣٨٩) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت مالك بن ثعلبة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومن أجل شيخه معمر بن عبد الله بن حنظلة فقد وثقه ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه.
وحسنه أيضًا الحافظ ابن حجر، وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن رواه من طريق أحمد:"هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه القصة".
قوله:{نُهُوا عَنِ النَّجْوَى} هم اليهود، لأن نجواهم كانت بالإثم والعدوان، فلم ينتهوا بل استمروا على نجواهم.
وقوله:{حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} أي: إذا حيوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، والسام هو الموت، وقد جاء في الصحيح.
• عن عائشة قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك،