من طرق عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الوليد بن سفيان الغساني، عن يزيد بن قطيب السكوني، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهو كما قال؛ فإنه استغربه لتفرد الضعفاء والمجاهيل به، فإن يزيد بن قطيب السكوني لم يوثّقه أحد غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ عنه "مقبول" أي عند المتابعة ولم يتابع.
والوليد بن سفيان مجهول، وأبو بكر بن أبي مريم هو أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم، وهو ضعيف.
وكذلك لا يصح ما روي عن عبد اللَّه بن بسر، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة"
رواه أبو داود (٤٢٩٦)، وأحمد (١٧٦٩١) كلاهما عن حيوة بن شريح الحمصي، ثنا بقية، عن بحير، عن خالد، عن ابن أبي بلال، عن عبد اللَّه بن بسر، فذكره.
ورواه ابن ماجه (٤٠٩٣) عن سويد بن سعيد، حدّثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن أبي بلال، عن عبد اللَّه بن بسر، فذكره.
كذا وقع عند ابن ماجه: "خالد بن أبي بلال" وهو وهم كما قال المزي في التحفة (٤/ ٢٩٤)، والصواب ما في رواية أبي داود وأحمد.
وابن أبي بلال هذا اسمه عبد اللَّه لا يعرف له راوٍ غير خالد بن معدان، ولم يوثّقه أحد غير ابن حبان، ولذا قال ابن حجر في التقريب "مقبول" أي عند المتابعة، ولم يتابع على هذه الرواية.
وهذا مشكل مع حديث معاذ بن جبل المذكور قبل هذا، وقد جزم أبو داود أن هذا الحديث أصح من حديث معاذ.
٣٤ - باب لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمونَ اليهودَ فيقتلهم المسلمون
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد اللَّه، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
متفق عليه: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٢٢) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحيم)، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٢٦) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة نحوه، وليس عنده: "إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
• عن عبد اللَّه بن عمر قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "تقاتلكم اليهود فتسلطون