رواه أبو داود (١٥١٧)، والترمذي (٣٥٧٧) كلاهما من حديث موسى بن إسماعيل، حدثني حفص بن عمر بن مرة الشني، حدثني أبي عمرُ بن مرة، عن بلال بن يسار بن زيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكر الحديث.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهو كما قال فإن بلال بن يسار بن زيد القرشي لم أجد من وثقه، ولم يرو عنه غير عمر بن مرة الشني، وذكره ابن حبان في ثقاته على قاعدته، ولذا قال الحافظ "مقبول" أي عند المتابعة، وكذلك أبوه مجهول، ولم أجد لهما متابعا.
وقد تحرف في بعض نسخ أبي داود "بلال" إلى "هلال".
وفي قوله "وإن كان فر من الزحف" نكارة لأن الفرار من الزحف من الكبائر.
وقد تقدم ذكر أدعية كثيرة في جموع أدعية جامعة.
[١١ - باب ما جاء في الاستغفار لأهل الكبائر]
• عن ابن عمر، قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر، حتى سمعنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨] وقال: "أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة". قال: فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا.
حسن: رواه البزار (٥٨٤٠)، وأبو يعلى (٥٨١٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٥٤)، وابن عدي (٢/ ٨٢٥) كلهم من حديث شيبان بن فروخ بن أبي شيبة، حدثنا حرب بن سريج المنقري، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. والسياق لأبي يعلى.
وقال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن أيوب إلا حرب بن سريج، وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس".
قلت: ومن أجله وأجل شيبان بن فروخ يكون الإسناد حسنا.
وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢١١): "رواه البزار، وإسناده جيد".
[١٢ - باب النهي عن الاستغفار للمشركين]
• عن المسيب بن حَزْن قال: لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أي عم! قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله" فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك" فنزلت: {مَا كَانَ