٢٩ - باب قتل عقبة بن أبي معيط صبرًا وهو في الطريق إلى المدينة
• عن إبراهيم قال: أراد الضَّحَّاك بن قيس أن يستعمل مسروقًا فقال له عمارة بن عقبة: أتستعمل رجلًا من بقايا قتلة عثمان؟ فقال له مسروق: حَدَّثَنَا عبد الله بن مسعود - وكان في أنفسنا موثوق الحديث - أن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد قتل أبيك قال: من للصِّبية؟ قال: "النّار"، فقد رضيت لك ما رضي لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
صحيح: رواه أبو داود (٢٦٨٦) والحاكم (٢/ ١٢٤) كلاهما من حديث عبد الله بن جعفر الرقي، قال أخبرني عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أُنَيسة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما.
• عن ابن عباس قال: فادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسارى بدر، وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف، وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء، قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا، قال: من للصبية يا رسول الله؟ قال: "النّار".
صحيح: رواه عبد الرزّاق (٩٣٩٤) ومن طريقه الطبراني (١١/ ٤٠٦ - ٤٠٧) عن معمر، عن قتادة. قال: وأخبرني عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
ومعنى قول النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "النّار": أي أنت لك النّار، وأمّا الصبية فاتركهم فالله كافلهم، لأن عقبة بن أبي معيط هذا هو الشقي الذي ألقى سلا الجزور على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصَلِّي في بيت الله.
وقيل: النّار أي في ذلك الوقت؛ لأن عقبة بن أبي معيط وأولاده كانوا في حالة الكفر في ذلك الحين، فلمّا أسلم أولاده خرجوا من هذا الوعيد، ويكون قول مسروق في غير محله.
قلت: ولم يقتل صبرًا من الأسرى إِلَّا عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأمّا طُعيمة بن عدي فقد قتل في المعركة. هكذا قال أبو عبيد في الأموال (١٧١).
وأمّا ما روي في قتل طعيمة بن عدي صبرًا فكله ضعيف لإرساله.
[٣٠ - باب ما ذكر في الريح العقيم أرسلت على المشركين]
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس أنه قال: أخذتهم يوم بدر ريح عقيم، فهو ضعيف.
رواه البزّار - كشف الأستار (١٧٨٢) والطَّبراني في الكبير (١١/ ٤٤٤) كلاهما من حديث أحمد بن يحيى الأحول، ثنا أبو عبيدة بن معن، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٧٨) بعد أن عزاه إلى البزّار وحده: رجاله ثقات.
قلت: بل فيه أحمد بن يحيى الأحول ضعيف وإن كان ذكره ابن حبَّان في "الثّقات" (٨/ ٢٤)