للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال زيد: وأما أنا فعرضت عليّ النصرانية، فلم يوافقني. فرجع وهو يقول:

لبيك حقَّا حقًّا ... تعبُّدًا ورِقًّا

البرَ أبغي لا الخالْ ... وهل مُهّجِّر، كمن قال

آمنت بما آمن به إبراهيم، وهو يقول:

أنفي لك اللهم عانٍ راغمُ ... مهمَا تُجشّمني فإني جاشم

ثم يخرّ فيسجد. قال: وجاء ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك، فاستغفر له. قال: "نعم فإنه يوم القيامة أمة وحده".

رواه أبو داود الطيالسي (٢٣١)، وأحمد (١٦٤٨)، والحاكم (٣/ ٤٣٩)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٢٣ - ١٢٤) كلهم من طريق المسعودي، عن نُفيل بن هشام، فذكره.

والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله مختلط، ونفيل وأبوه هشام مجهولان.

[٣ - باب فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة اصطفاه الله للنبوة والرسالة]

• عن ابن عباس قال: بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأربعين سنة، فمكث بمكة، ثلاث عشرة سنة يُوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٩٠٢) عن مطر بن الفضل، حدثنا روح، حدثنا هشام (وهو ابن حسان) حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره وكذلك رواه البخاري أيضًا (٣٨٥١) من حديث النضر بن شميل، عن هشام، فذكره.

ورواه أحمد (٢١١٠) عن يزيد بن هارون وغندر كلاهما عن هشام به مثله.

وخالفهم يحيى بن سعيد القطان فرواه عن هشام بن حسان فقال: "أنزل الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وأربعين فمكث بمكة عشرًا وبالمدينة عشرًا وقبض وهو ابن ثلاث وستين سنة. رواه الإمام أحمد (٢٠١٧).

قال الحافظ ابن حجر وغيره: "والأول أصح وأنه موافق لقول الجمهور.

قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: ١١٩].

وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: ١٤٤].

وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: ٢٤].

وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [ص: ٦٥].

وقال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨].

وقال ابن مسعود: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته.

<<  <  ج: ص:  >  >>