للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموت إلى غير ذلك مما ذكر في القرآن والسنة الصحيحة.

وقوله: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} إقامة الصلاة هي أداء الصلاة كاملة ابتداء من إسباغ الوضوء، وقراءة القرآن، وإتمام الركوع والسجود، والتشهد والصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع المحافظة على مواقيتها.

٤ - باب قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وذلك جزاء منه على تماديهم في الباطل، وتركهم الحق، لا أنه تعالى ختم على قلوبهم ابتداء، بل خلقهم كغيرهم على الفطرة، وهدا هم النجدين، فلما اختاروا الباطل بمحض إرادتهم ختم اللَّه على قلوبهم جزاء وفاقا. كما قال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء: ١٥٥] وقال: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: ١٤].

• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر اللَّه صقل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكره اللَّه في كتابه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: ١٤] ".

حسن: رواه الترمذيّ (٣٣٣٤) وابن ماجه (٤٢٤٤) وأحمد (٧٩٥٢) وصححه ابن حبان (٩٣٠) والحاكم (٢/ ٥١٧) كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان فإنه حسن الحديث.

٥ - باب قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}

قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} أي يظنون أنهم بإظهار الإيمان وإبطان الكفر يخدعون اللَّه، فأخبرهم بأنه يعلم ما يظهرون وما يبطنون.

ولذا رد اللَّه عليهم بقوله: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.

٦ - باب قوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}

قوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} المرض: هو الشك، وقيل: هو النفاق، يعني: مرض في الدين، لا في الأجساد.

وقوله: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أي كلما ازدادوا في شكهم ونفاقهم ازدادوا في مرضهم.

٧ - باب قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)}

وقوله: {لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الفساد في الأرض: هو الكفر، والعمل بالمعصية، قال به جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس، لأن عمارة الأرض لا تكون إلا بالطاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>