للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمه مخمر بن معاوية، وهذا خطأ والصحيح أنه حكيم بن معاوية كما قال أبو حاتم. علل الحديث (٢٤٠٩).

وضعّفه أيضا الحافظ في الفتح (٦/ ٦٢) فقال: في إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة.

[٣ - باب من سكن دارا فتكدر عيشه فعليه أن ينتقل منها]

• عن يحيى بن سعيد، أنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! دار سكناها، والعدد كثير، والمال وافر، فقل العدد، وذهب المال، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوها ذميمة".

حسن: رواه مالك في الاستئذان (٢٣) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فذكره.

وهذا مرسل؛ فإن يحيى بن سعيد الأنصاري من صغار التابعين فقد ثبت سماعه من أنس بن مالك.

وقد روي نحوه عن أنس موصولا. رواه أبو داود (٣٩٢٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٩١٨)، والبيهقي (٨/ ١٤٠)، والضياء في المختارة (١٥٢٩) كلهم من طرق عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال رجل يا رسول الله: إنا كنا في دار كثير فيها عددنا، وكثير فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا، وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذروها ذميمة" قال البخاري عقبه: "في إسناده نظر".

ولعل وجهه ما في عكرمة بن عمار من كلام، وقد تفرد به، فقال البزار (٦٤٢٧) عقب الحديث المذكور: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد" اهـ.

وله طريق آخر مرسل رواه عبد الرزاق (١٩٥٢٦) ومن طريقه البيهقي (٨/ ١٤٠) عن معمر، قال: عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله! ما سكنا دارنا، ونحن كثير فهلكنا، وحسن ذات بيننا، فساءت أخلاقنا، وكثيرة أموالنا فافتقرنا، قال: "أفلا تنتقلون عنها ذميمة؟ "، قالت: فكيف نصنع بها يا رسول الله؟ قال: "تبيعونها أو تهبونها" قال البيهقي عقبه: "هذا مرسل".

وروي هذا موصولا أيضا رواه البزار - كشف الأستار (٣٠٥١) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره.

وقال البزار عقبه: "أخطأ فيه عندي صالح، إنما يرويه الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن شداد مرسلا" اهـ.

وجملة القول أن مرسل يحيى بن سعيد يتقوى بمرسل عبد الله بن شداد لاختلاف مخارجهما.

قال الخطابي: "قد يحتمل أن يكون إنما أمرهم بتركها والتحول عنها إبطالًا لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>