من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم".
فكبَّر عمر ثمّ قال له: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرأُ: المرأة الصَّالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته". فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١٦٦٤) عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يحيى بن يعلى المحاربيّ، حَدَّثَنَا أبيّ، حَدَّثَنَا غيلان، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وصحّحه الحاكم (١/ ٤٠٨ - ٤٠٩) ورواه من طريق عليّ بن عبد الله بن المدينيّ، ثنا يحيى بن يعلى المحاربيّ، ثنا أبي، عن غيلان بن جامع، بإسناده. وقال: "صحيح على شرط الشّيخين".
قلت: غيلان بن جامع، وهو ابن أشعث البخاريّ أبو عبد الله الكوفي من رجال مسلم دون البخاريّ. ثمّ رواه الحاكم (٢/ ٣٣٣) وعنه البيهقيّ (٤/ ٨٢) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربيّ، ثنا أبي، ثنا غيلان بن جامع، عن عثمان أبي يقظان، عن جعفر بن إياس، بإسناده.
فزاد في الإسناد بين غيلان بن جامع وبين جعفر بن إياس: "عثمان أبو يقظان". وقال: "صحيح الإسناد". وتعقّبه الذّهبي فقال: "عثمان لا أعرفه، والخبر عجيب".
وقال البيهقي: "قصر به بعض الرّواة عن يحيى، فلم يذكر في إسناده عثمان أبا اليقظان".
قلت: فإذًا هو دائر بين انقطاع وضعيف، فإنه لم يذكر أحد أن غيلان بن جامع رُوي عن جعفر ابن إياس.
وأمّا عثمان فهو ابن عُمير -بالتصغير- ويقال: ابن قيس، والصواب أن قيسًا جدّ أبيه، أبو اليقظان الكوفي الأعمى، ضعَّفه أحمد وابن معين وابن أبي حاتم والجوزجاني والدارقطني وغيرهم.
وأمّا قول الذّهبيّ: "عثمان لا أعرفه". فهو يخالف لما ذكره في "الميزان" في ترجمته، ونقل عن الأئمة تضعيفه، ولعلّ ذلك يعود إلى اختلاف النُّسخ، فإنه كتب مرة: عثمان بن أبي اليقظان، وأخرى: عثمان بن القطان، ولم يقع مثل هذا الاختلاف في نسخ البيهقيّ فإنه قال فيه: عثمان أبو البقظان، وكذا عرَّفه فقال: "عثمان ضعّفوه".
وأمّا رواية جعفر بن إياس عن مجاهد فكان شعبة يُضعفه كما قال أحمد.
٨ - باب ما أُدّي زكاته فليس بكنز
• عن أبي هريرة، قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أدّيت زكاة مالك، فقد قضيتَ ما عليك".
حسن: رواه الترمذيّ (٦١٨)، وابن ماجة (١٧٨٨) كلاهما من حديث دراج أبي السمح، عن ابن حُجَيْرة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في دراج أبي السَّمح فإنه يضعف في روايته عن أبي الهيثم لأنَّ