حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا" قال: فماذا أتختم؟ قال: "حلقة من حديد أو ورق أو صفر".
رواه النسائي (٥٢٠٦، ٥١٨٨)، وفي الكبرى (٩٤٦١)، وابن وهب في الجامع (٥٩٣)، وأحمد (١١١٠٩)، وابن حبان (٥٤٨٩) كلهم من حديث عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي النجيب، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي النجيب فإنه أحد الفقهاء في أيامه، وكان معروفا عند الناس ولم يجرحه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات.
تنبيه: وقع في نسخة النسائي الصغرى "عن أبي البختري، عن أبي سعيد" وهو خطأ مطبعي، والصحيح "عن أبي النجيب" لأنه لم يذكره المزي في التحفة، ولا استدركه الحافظ في النكت الظراف.
[١٠ - باب اتخاذ الخاتم من فضة وكراهية اتخاذه من حديد]
• عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى على بعض أصحابه خاتما من ذهب، فأعرض عنه، فألقاه، واتخذ خاتما من حديد. فقال: "هذا شرٌّ، هذا حلية أهل النار"، فألقاه، فاتخذ خاتما من ورق، فسكت عنه.
حسن: رواه أحمد (٦٥١٨)، والبخاري في الأدب المفرد (١٠٢١) كلاهما من حديث ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان وشيخه فإنهما حسنا الحديث.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنه لبس خاتما من ذهب، فنظر إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كأنه كرهه، فطرحه، ثم لبس خاتما من حديد. فقال: "هذا أخبث وأخبث"، فطرحه، ثم لبس خاتما من ورق، فسكت عنه.
حسن: رواه أحمد (٦٩٧٧) عن سريج، حدّثنا عبد اللَّه بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
وعبد اللَّه بن المؤمل مختلف فيه، فضعّفه أكثر أهل العلم، وقال ابن معين: "صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات. ويقوّيه الإسناد الأول، ولعل عبد اللَّه بن المؤمل أخطأ في قوله: "أنه لبس خاتما من ذهب"، والصحيح أنه لبسه رجل آخر كما في الحديث الأول.
وفي الباب ما روي عن بريدة أن رجلا جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعليه خاتم من شِبْه، فقال له: "ما لي أجد منك ريح الأصنام" فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد، فقال: "ما لي أرى عليك حلية أهل النار" فطرحه، فقال: يا رسول اللَّه، من أي شيء أتخذه؟ قال: "اتخذه من ورق، ولا تتمه مثقالا".
وفي رواية: ثم جاء وعليه خاتم من ذهب فقال: "ارمِ عنك حلية أهل الجنة"