وكف يد الظالم والإصلاح بين الناس، وكلّ ذلك من القربات، ولذلك تولاه الأنبياء ومن بعدهم من الخلفاء الراشدين، ومن ثمّ اتفقوا على أنه من فروض الكفاية؛ لأن أمر الناس لا يستقيم بدونه". الفتح (١٣/ ١٢١).
٣ - باب أن الله مع القاضي العدل، فإذا جار تخلّى عنه
• عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله مع القاضي ما لم يَجُر، فإذا جار تخلى عنه، ولزمه الشّيطان".
حسن: رواه الترمذيّ (١٣٣٠)، وصحّحه ابن حبَّان (٥٠٦٢)، والحاكم (٤/ ٩٣) والبيهقي (١٠/ ٨٨) كلّهم من حديث عمرو بن عاصم قال: حَدَّثَنَا عمران القطان، عن أبي إسحاق الشيبانيّ، عن عبد الله بن أبي أوفى فذكره. واللّفظ للترمذي واختصره ابن حبَّان.
وقال الترمذيّ: حسن غريب.
ورواه ابن ماجة (٢٣١٦) والبيهقي كلاهما من حديث محمد بن بلال، عن عمران القطان، عن حسين بن عمران المعلم، عن أبي إسحاق الشيباني فذكر الحديث. فزاد في الإسناد: "حسين بن عمران المعلم".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في عمران وهو ابن دَاوَر - بفتح الواو وبعدها راء - أبو العوام مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وعن سعيد بن المسيب قال: "إن عمر بن الخطّاب اختصم إليه مسلم ويهودي فرأى عمر أن الحق لليهودي فقضى له، فقال له اليهودي: والله لقد قضيتَ بالحق، فضربه عمر بن الخطّاب بالدرة ثمّ قال: وما يدريك؟ فقال له اليهودي: إنا نجد أنه ليس قاض يقضي بالحق إِلَّا كان عن يمينه ملك، وعن شماله ملك، يسدّدانه ويوفّقانه للحق ما دام مع الحق، فإذا ترك الحق عرجا وتركاه".
رواه مالك في الأقضية (٢) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب فذكره.
رُوي عن معقل بن يسار المزني قال: أمرني النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أن أقضي بين قوم فقلتُ: ما أحسن أن أقضي يا رسول الله. قال: "الله مع القاضي ما لم يَحِفْ عمدًا".
رواه أحمد (٢٠٣٠٥) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٥٢٩) وفي الأوسط (٦٥٠٤) كلّهم من حديث نُفيع بن الحارث، عن معقل المزني فذكره.
ونفيع بن الحارث هو أبو داود الأعمى الهمداني الدَّارميّ ضعيف باتفاق أهل العلم، قال ابن حبَّان: يروي عن الثّقات الموضوعات توهما. وقال النسائيّ: متروك الحديث، وضعّفه البخاريّ وأبو حاتم والتِّرمذيّ وغيرهم.