راحلته. قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل، فأتيته فدعمته، فرفع رأسه، فقال: "من هذا؟ ". قلت: أبو قتادة. قال: "متى كان هذا مسيرك مني؟ ". قلت: ما زال هذا مسيرى منذ الليلة. قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيه". الحديث.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٨١ - ٣١١) عن شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان (يعني ابن المغيرة)، حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة فذكره. والحديث بطوله مذكور في كتاب الأذان.
[٣٠ - باب أن حارثة بن سراقة بن الحارث الأنصاري في جنة الفردوس]
• عن حميد قال: سمعت أنسا يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع، فقال: "ويحك، أوهبلت، أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس".
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٢) عن عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق (هو إبراهيم بن محمد الفزاري)، عن حميد (هو الطويل)، عن أنس قال: فذكره.
قوله: "أصيب حارثة يوم بدر" هو ابن سراقة بن الحارث بن عدي الأنصاري، وأبوه سراقة له صحبة واستشهد يوم حنين، وأمه هي الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك.
[٣١ - باب فضل حارثة بن النعمان]
• عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نمت، فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا حارثة بن النعمان" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذلك البر، كذلك البر"، وكان أبر الناس بأمه.
صحيح: رواه أحمد (٢٤٠٨٠، ٢٥١٨٢)، وصحّحه ابن حبان (٧٠١٤، ٧٠١٥)، والحاكم (٣/ ٢٠٨) كلهم من طرق عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح. وقد صحّحه ابن حجر في الإصابة (١٥٤٢) ترجمة حارثة بن النعمان.
[٣٢ - باب ما جاء في أخبار حارثة بن النعمان]
• عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الرجل الذي مرَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي جبريل - عليه السلام -، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تخوفا أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أن تسلم إذ مررت بي