أصح، ولا نعرف لأبي خزامة غير هذا الحديث" انتهى.
قلت: وهو كما قال، فقد روى يونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، وابن سمعان كلّهم عن ابن شهاب، عن أبي خُزامة، عن أبيه، كما رواه ابن وهب.
وهذا إسناد حسن، ولا يُعَلُّ بحديث ابن عيينة مع أنه قد اختُلف عليه فيه، فمن روى عنه، عن ابن شهاب، عن أبي خزامة، عن أبيه فقد أصاب لموافقة الجماعة له.
وللزّهريّ طرق أخرى غير أنّ ما ذكرته هو أصحّها.
١٤ - باب أنّ النّذر لا يغيّر القدر
• عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يأتي ابنَ آدم النّذرُ بشيء لم يكن قد قُدِّر له، ولكن يُلقيه النَّذرُ إلى القدر، قد قُدِّر له، فيستخرج اللَّه به من البخيل، فيُؤتى عليه ما لم يكن يُؤتى عليه من قبل".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأيمان والنذور (١٦٩٤)، ومسلم في النذر (١٦٤٠: ٧) كلاهما من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.
وفي رواية عند مسلم: "ولكن النذرُ يوافق القدر". والباقي مثله.
وفي رواية عند البخاريّ في القدر (٦٦٠٩) من وجه آخر: "لا يأتي ابن آدم النّذرُ بشيء لم يكن قد قدّرتُه، ولكن يلقيه القدر، وقد قدرتُه له، فأستخرج به من البخيل".
وفي رواية عند مسلم: "لا تنذروا، فإنّ النّذر لا يُغني من القدر شيئًا، وإنّما يستخرج به من البخيل".
• عن ابن عمر قال: نهى النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن النّذر، قال: "إنّه لا يردُّ شيئًا، وإنّما يستخرجُ به من البخيل".
متفق عليه: رواه البخاريّ في القدر (٦٦٠٧)، ومسلم في النّذر (١٦٣٩) كلاهما من حديث سفيان، عن منصور، عن عبد اللَّه بن مرة، عن ابن عمر، فذكره. واللّفظ للبخاريّ، ومسلم أحال على من سبقه.
وفي رواية عنده: "أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا ينهانا عن النّذر ويقول: "إنّه لا يرد شيئًا، وإنّما يستخرج به من الشّحيح".
١٥ - باب الدّعاء يردّ القدر
• عن أنس، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ادعوا فإنّ الدّعاء يردُّ القدر".
حسن: رواه الطبرانيّ في كتاب "الدّعاء" (٢٩) عن عثمان بن عمر الضّبيّ، ثنا عبد اللَّه بن رجاء، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، فذكره.