المسجد الذي يؤذَّنُ فيه". انتهى.
• عن أبي الدّرداء قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقامُ فيهم الصّلاةُ إِلَّا قد استحوذ عليهم الشّيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئبُ القاصيةَ".
حسن: رواه أبو داود (٥٤٧)، والنسائي (٨٤٨) كلاهما من طريق زائدة بن قدامة قال: حَدَّثَنَا السائب بن حبيش الكلاعيّ، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي أبو الدّرداء: أين مسكنك؟ قلت: في قرية دُوين حمص، فقال أبو الدّرداء: فذكر الحديث.
قال زائدة: قال السائب: يعني بالجماعة، الصّلاة في الجماعة، وأخرجه ابن خزيمة (١٤٨٦)، والحاكم (١/ ٢٤٦) كلاهما من طريق زائدة.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وقال النوويّ في "الخلاصة" (٢٢٦١): رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
قلت: رجاله ثقات غير السائب بن حبيش الكلاعي الحمصي فهو "حسن الحديث"، وثَّقه العجلي وابن حبان، وقال الدَّارقطنيّ: صالح الحديث.
وقد سبق التخريج بالتفصيل في باب تأكيد الأذان.
أخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث فقال بوجوب صلاة الجماعة إِلَّا أنه نص على أن الجماعة ليست شرطا لصحة الصّلاة، وذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى فضيلة صلاة الجماعة على صلاة الفذ.
[٤ - باب ما جاء في حضور الجماعة على من سمع النداء]
• عن أبي هريرة قال: أتى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رجل أعمى فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودُني إلى المسجد. فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرخص له فيُصلِّي في بيته. فرخَّص له. فلمّا ولَّى دعاه فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ " فقال: نعم. قال: "فَأَجِبْ".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٥٣) من طريق مروان القراريّ، عن عبيد الله بن الأصمِّ، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن الأصَمِّ، عن أبي هريرة فذكره.
وهذا الأعمى هو: ابن أم مكتوم كما جاء في الرواية الآتية.
• عن ابن أم مكتوم أنه سأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني. فهل لي رخصةٌ أن أصلِّيَ في بيتي؟ . قال: "هل تسمع النداء؟ " قال: نعم، قال: "لا أجد لك رخصة".
حسن: رواه أبو داود (٥٥٢)، وابن ماجة (٧٩٢) كلاهما من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي