• عن أبي أيوب قال: أنزل اللَّه عزّ وجلّ {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}، فلما وعدنا إحدى الطائفتين أنها لنا، طابت أنفسنا. والطائفتان، عِير أبي سفيان، أو قريش.
حسن: رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٤٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٨٨١٧) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن أسلم أبا عمران التجيبي حدثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: فذكره. وإسناده حسن من أجل الكلام في ابن لهيعة وهي من رواية عبد اللَّه بن وهب عنه.
وقوله:{غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ} أي العير التي ليس فيها قتال. {الشَّوْكَةِ} أي الشدة. ويقال: السلاح.
وقوله:{وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} فكان كما أراد اللَّه سبحانه وتعالى. وذلك في وقعة بدر التي كانت في السنة الثانية من الهجرة، يوم الجمعة، صبيحة السابع عشر من شهر رمضان.
• عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- القبلة، ثم مدّ يديه، فجعل يهتف بربه:"اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض". فمازال يهتف بربه مادّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه. وقال يا نبي اللَّه: كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل اللَّه عز وجل {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فأمدّه اللَّه بالملائكة.
قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول:"أقدم حيزوم". فنظر إلى المشرك أمامه، فخرّ مستلقيا، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط. فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة". فقتلوا يومئذ سبعين وأُسروا سبعين.
قال أبو زميل: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي