له الناس في المسجد.
ثم جلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في المسجد، فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول اللَّه، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى اللَّه عليك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أين عثمان بن طلحة؟ " فدعي له فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء".
حسن: رواه محمد بن إسحاق - السيرة لابن هشام (٢/ ٤١١) قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، فذكرته. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وفي معناه ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ١٧٠): حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، قال: نزلت في عُثمان بن طلحة، قَبض منه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مفتاح الكعبة، فدخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان إليه، فدفع إليه المفتاح. قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يتلو هذه الآية: فداهُ أبي وأمي! ما سمعته يَتلوها قبل ذلك!
والحسين هو سُنَيد صاحب التفسير، وهو ضعيف عند أكثر المحدثين، والحجاج هو ابن محمد المصيصي، وكان سُنيد يُلَقِّنُ شيخه بعد ما تغير.
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
• عن أبي يونس سُليم بن جبير مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} رأيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينيه.
قال أبو هريرة: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه.
قال ابن يونس: قال المقري: يعني (إن اللَّه سميع بصير) يعني: إن للَّه سمعا وبصرا. قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية.
صحيح: رواه أبو داود (٤٧٢٨) والحاكم (١/ ٢٤) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا حرملة - يعني ابن عمران، حدثني أبو يونس سليم بن جبير، فذكره، واللفظ لأبي داود. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وقوَّى الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وقال: على شرط مسلم. انظر: الفتح (١٣/ ٣٧٣).
٣٢ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ