للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• عن سلمان الفارسي، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان".

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩١٣) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا ليث -يعني ابن سعد-، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان، فذكره.

وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر بن الخطاب: أما بعد! فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل اللَّه بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، وإن اللَّه تعالى يقول في كتابه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)}.

رواه مالك في الجهاد (٦) عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة فذكره.

وفي معناه أحاديث أخرى في كتاب الجهاد.

وأولى المعنيين: اصبروا على الطاعة وترك المنهيات، وصابروا على أذى المشركين وأعداء الإسلام، ورابطوا أي: أنفسكم في الحفاظ على حدود ديار المسلمين، ومع هذه الأعمال الصالحة لا تنسوا تقوى اللَّه لأنها مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة.

وأما ما روي عن داود بن صالح قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}؟ قال: قلت: لا. قال: يا ابن أخي، إني سمعت أبا هريرة يقول: لم يكن في زمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غزو يُرَابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة. فهو ضعيف.

رواه ابن المبارك في الزهد (٣٨٩) ومن طريقه الحاكم (٢/ ٣٠١) والواحدي في أسباب النزول (ص: ١٣٥) عن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، حدثني داود بن صالح، قال: فذكره.

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".

قلت: فيه مصعب بن ثابت ضعَّفه جمهور أهل العلم، ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٧٨)، كما ذكره أيضًا في المجروحين (١٠٦٨) وقال: "ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه".

[٤ - تفسير سورة النساء وهي مدنية، وعدد آياتها ١٧٦]

١ - باب قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى

<<  <  ج: ص:  >  >>