قلت: إبراهيم بن سعيد من شيوخه، لكنه لمّا لم يسمع منه هذا الحديث ذكره منقطعا، ووصله ابن حبان كما ترى.
٥ - باب في الأنبياء أنهم أحياء في قبورهم يصلّون
• عن أنس بن مالك، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مررتُ على موسى ليلة أُسري بي عند الكثيب الأحمر - وهو قائم يُصلّي في قبره".
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٧٥) من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت البنانيّ، وسليمان التيميّ، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأنبياء أحياءٌ في قبورهم يصلّون".
صحيح: رواه أبو يعلى (٣٤٢٥) عن أبي الجهم الأزرق بن علي: ثنا يحيى بن أبي بكير: ثنا المستلم بن سعيد، عن الحجّاج، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه البيهقي في "حياة الأنبياء" (ص ٧٢)، والأزرق وهو أبو الجهم الحنفيّ الأزرق بن علي، قال الحافظ في "التقريب": "صدوق يغرب".
قلت: إِلَّا أنه لم يتفرّد به، فقد رواه الحسن بن عرفة، قال: حدّثني الحسن بن قتيبة المدائنيّ: ثنا المستلم بن سعيد، بإسناده مثله.
ومن طريقه رواه البيهقيّ في "حياة الأنبياء" (ص ٧٠) وقال: "هذا يُعد في أفراد الحسن بن قتيبة المدائنيّ".
كذا قال! مع أنّه رواه من طريق أبي الجهم الأزرق بن علي كما مضى، ومن طرق أخرى، وإن كان في بعضها من يُتَّهم.
وللحديث طريق آخر أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٨٣) من طريق عبد اللَّه بن إبراهيم ابن الصباح، عن عبد اللَّه بن محمد بن يحيى بن أبي بكير: ثنا يحيى بن أبي بكير، بإسناده، مثله.
وقد تبيّن من هذه المتابعات بأنّ الأزرق بن علي لم يُغربْ فيه، كما أنّ الحسن بن قتيبة المدائنيّ لم ينفردْ به.
والحياة هذه حياة برزخية، وليست من حياة الدّنيا في شيء، فلا يجوز تشبيه حياتهم بحياة الدنيا.
٦ - باب إنّ اللَّه حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
• عن أوس بن أوس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليَّ". قال: قالوا: يا رسول اللَّه، كيف تُعرض