[١ - باب سؤال جبريل عن الإيمان، والإسلام، والإحسان]
• عن أبي هريرة قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال:"الإيمان أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتابه ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث". قال: ما الإسلام؟ قال:"الإسلام أن تعبد اللَّه ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان". قال: ما الإحسان؟ قال:"أن تعبد اللَّه كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى السّاعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمةُ ربَّها، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البُهْم في البنيان، فذاك من أشراطها. في خمس لا يعلمهن إلّا اللَّه"، ثم تلا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}[سورة لقمان: ٣٨] الآية، ثم أدبر فقال:"ردُّوه" فلم يروا شيئا! فقال: "هذا جبريل جاء يعلمُ الناس دينهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٠)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم ابن عُليّة، عن أبي حيّان التيميّ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.
وفي رواية عند مسلم من حديث عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سلوني" فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل، فذكر مثله. وقال في آخر الحديث:"هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا".
• عن عمر بن الخطّاب قال: بينما نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديدُ بياض الثّياب شديدُ سواد الشّعر، لا يُرى عليه أثرُ السَّفر، ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمدًا رسولُ اللَّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة،