[٤ - باب ما جاء في الأذان فوق المنار]
• عن امرأة من بني النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسَحَر فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تَمطَّى، ثم قال: اللَّهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن قالت: والله! ما علمته كان تركها ليلة واحدة - تعني هذه الكلمات.
حسن: رواه أبو داود (٥١٩) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن امرأة من بني النجار فذكرت الحديث.
رجاله ثقات غير محمد بن إسحاق فإنه مدلي وقد عنعن، ولكنه صرَّح بالتحديث في "سيرة ابن هشام" (٢/ ١٥٦) فزالت بذلك تهمةُ التدليس.
وأما ما رواه أبو الشيخ عن أبي برزة الأسلمي: "من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد" فهو ضعيف ومنكر، فقد رواه البيهقي (١/ ٤٢٥) عن أبي بكر بن الحارث، عنه، عن ابن أبي حاتم، ثنا أحمد بن محمد بن يزيد الطرابلسي، ثنا خالد بن عمرو، ثنا سفيان، عن الجُريرِي، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي برزة الأسلمي فذكر مثله.
قال البيهقي: هذا حديث منكر لم يروه غير خالد بن عمرو، وهو ضعيف منكر الحديث. انتهى.
قلت: وهو كما قال، فإن خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص الأموي، أبو سعيد الكوفي رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع.
وأورده الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٢٩٣) عن أبي الشيخ عن سعيد الجُريري، ولم يشر إلى أن في إسناده خالد بن عمرو ضعيف.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٢٢٤) مرسلًا عن عبد الأعلى، عن الجُريري، عن عبد الله بن شقيق من قوله. ولم يذكر أبا برزة الأسلمي.
ومن أهل العلم من أعلُّوه بالجُريري بأنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، إلا أن سماع عبد الأعلى منه كان قبل الاختلاط، والخلاصة أنه إما ضعيف منكر، أو مرسل.
[٥ - باب ما جاء في الترجيع في الأذان]
• عن أبي محذورة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمه الأذان، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم يعود فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على