وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أم سليم! ما هذا؟ ". قالت: عرقك أدوف به طيبي.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٣٢: ٨٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم فذكرته.
قوله: "أدوف" أي أخلط.
• عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور أم سليم، فتتحفه بالشيء تصنعه له.
حسن: رواه ابن سعد في الطبقات (٨/ ٤٢٧) عن مسلم بن إبراهيم، أخبرنا ربعي بن عبد الله بن الجارود قال: حدثني الجارود قال: حدثني أنس فذكره.
وإسناده حسن من أجل ربعي بن عبد الله والجارود بن أبي سبرة فإنهما حسنا الحديث.
[١١ - باب ما جاء في أم هانيء بنت أبي طالب]
• عن أم هانيء بنت أبي طالب قالت: ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسلمت عليه، فقال: "من هذه؟ ". فقلت: أم هانيء بنت أبي طالب، فقال: "مرحبًا بأم هانيء". فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفًا في ثوب واحد، ثم انصرف، فقلت: يا رسول الله! زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلًا أجرته - فلان بن هبيرة - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء". قالت أم هانيء: وذلك ضحىً.
متفق عليه: رواه مالك في كتاب قصر الصلاة (٢٨) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره، أنه سمع أم هانيء بنت أبي طالب تقول: فذكرته. ورواه البخاري في كتاب الصلاة (٣٥٧)، ومسلم في صلاة المسافرين (٣٣٦/ ٨٢) كلاهما من طريق مالك به مثله.
[١٢ - باب ما جاء في أم ورقة بنت نوفل]
• عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما غزا بدرًا قالت: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك، أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني شهادة، فقال: "قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة".
قال: فكانت تسمى الشهيدة، قال: وكانت قرأت القرآن، فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها.
قال: وكانت قد دبرت غلامًا لها وجاريةً، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت