ولذلك صحّح الحافظ ابن حجر الموقوف في الفتح (٩/ ٥٦٥).
[٤ - باب على المسلم أن يسأل الله في دعائه الفردوس الأعلى]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها". فقالوا: يا رسول الله! أفلا نبشر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، - أراه - فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة".
صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٧٩٠) عن يحيى بن صالح، حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.
وقوله: "أو جلس في أرضه التي وُلد فيها" أي في بيته مع نية الجهاد ولكنه منعه عذر شرعي فهو لا يكون محروما من أجر الجهاد وإن كان للمجاهدين درجات في الجنة.
[٥ - باب الترغيب في سؤال العافية]
• عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلي أنه سمع أبا بكر حين قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: قام رسول الله في مقامي هذا عام الأول، ثم بكى أبو بكر ثم قال: "عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه مع الفجور وهما في النار، وسلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة". الحديث.
صحيح: رواه ابن ماجه (٣٨٤٩)، وأحمد (٥، ١٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٧٩ - ٨٨٣) وصحّحه ابن حبان (٩٥٢)، والحاكم (١/ ٥٢٩) كلهم من طرق، عن أوسط البجلي فذكره.
وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم.
ورواه أحمد (٦) من طريق معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري، عن أبيه، رفاعة بن رافع، قال: سمعت أبا بكر الصديق، يقول على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سري عنه، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذا القيظ عام الأول: "سلوا الله العفو والعافية، واليقين في الآخرة والأولى".
• عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه العباس: "يا عم! أكثر الدعاء بالعافية".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٣٠ - ٣٣١)، والحاكم (١/ ٥٢٩) كلاهما من طريق