للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قصّر الترمذيّ الحكم على الحديث بأنه حسن، والحق أنه صحيح، وقد وجدت في بعض النسخ زيادة "وهو صحيح" إلا أن هذا الأسلوب يختلف عن أسلوب الترمذيّ.

وبعد يوم عرفة لم ينقطع الوحي إلى أن توفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ثلاثة أشهر.

فالمراد بالإكمال هنا: إكمال أصول الدين وتشريعاته الثابتة في الكتاب والسنة الصّحيحة، وإظهارها على الأديان كلها.

وكان قبل هذا اليوم تشريعات الأنبياء السابقين حسب ضرورتهم في مكان مخصوص وزمان مخصوص، وبعد إكمال هذا الدين صارت الأديان كلها منسوخة وسيبقى هذا الدين الذي أكمله اللَّه يوم عرفة إلى يوم القيامة للناس أجمعين، فلا يقبل بعد هذا دعوى من يدعي النبوة، والشريعة الجديدة.

٤ - باب قوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٠)}

قوله: {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ} أي إنّ جدكم الأعظم إبراهيم، ثم أبنائه إسماعيل وإسحاق، ثم من أولاد إسحاق يعقوب، ومن أولاده يوسف، وموسى نفسه وهارون، هؤلاء كلهم من أنبيائكم (وإن كان بنو إسرائيل لم يعترفوا بنبوة إسماعيل عليه السلام؛ فإنّ موسى عليه السلام كان معترفا به؛ لأصل ثابت: ومدوّنو التوراة {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} إنْ لم يشيروا إلى ذلك، فهو من تعصبهم).

فيذكرهم موسى ماضي بني إسرائيل المجيد، وأنهم كانوا أفضل مَن في الأرض في زمانهم مثل اليونان ومصر والعراق والشام؛ لأنّ اللَّه لم يبعث فيهم الأنبياء مثل ما بَعَث في بني إسرائيل، ثم استمرت هذه النبوة في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام، وخُتِمت بنبوة عيسى عليه السلام.

وقوله: {مُلُوكًا} أي إنّكم كنتم مملوكين لفرعون وقومه في فترة من الزمان ولكن الآن أنتم حاكمون على أنفسكم، كما أنّه في تاريخكم الماضي، كان يوسف عليه السلام وزيرا لخزانة مصر، فلا يصرف شيء من المال إلّا بإذنه.

وهذا التاريخ سوف يُعيد نفسه، فيكون فيكم ملوك، فعليكم أن تشكروا اللَّه سبحانه وتعالى، ولا تعثوا في الأرض مفسدين.

٥ - باب قوله: {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)}

• عن ابن مسعود قال: قال المقداد يوم بدر: يا رسول اللَّه، إنّا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن امض ونحن معك، فكأنّه سُرِّي من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٩) من طرق عن مخارق، عن طارق بن شهاب،

<<  <  ج: ص:  >  >>