للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو كما قال؛ فإن الذي في الصحيح هو الأصح.

١١ - باب ما جاء في أمر قد فُرغ منه، وكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له

• عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: "ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلّا كُتب مكانُها من الجنّة والنّار، وإلّا قد كُتبتْ شقية أو سعيدة". فقال رجل: يا رسول اللَّه أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فَمَنْ كان منّا من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأمّا مَنْ كان مِنّا من أهل الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة؟ قال: "أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل الشّقاوة". ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية [سورة الليل: ٥].

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٦٢)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

وفي رواية عندهما: "اعملوا كلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له".

وقوله: "مِخْصرة" أي عصا خفيفة.

وقوله: "نفس منفوسة" أي مولودة.

• عن عمران بن حُصين، قال: قال رجلٌ: يا رسول اللَّه: أيُعرف أهل الجنّة من أهل النّار؟ قال: "نعم". قال: فلِمَ يعمل العاملون؟ قال: "كلٌّ يعمل لما خُلق له، أو لما يُيَسَّرُ له".

متفق عليه: رواه البخاريّ في القدر (٦٥٩٦)، ومسلم في القدر (٢٦٤٩)، كلاهما من حديث شعبة، عن يزيد الرِّشك، قال: سمعت مطرّف بن عبد اللَّه بن الشّخِّير يحدِّثُ عن عمران بن حصين، فذكره، ولفظهما سواء.

وأمّا ما رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٢٦) من طريق مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طلق بن حبيب، عن بشير بن كعب العدويّ، عن عمران بن حصين، قال: قام شابّان إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما يعمل النّاسُ فيه، فيكدحون فيه في أمر قد جرتْ به المقادير، وجفّتْ به الأقلام، أم أمر يستأنفونه؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "في أمر جرتْ به المقادير، وجفّتْ به الأقلام" فقالا: يا رسول اللَّه، ففيمَ العمل؟ فقال: "اعملوا فكلٌّ مُيسَّر لما خُلق له". فقالا: الآن نجدُّ العمل.

فالصّواب أنّه مرسل؛ لأنّ مؤمّل بن إسماعيل صدوق سيء الحفظ، وقد خالفه قتيبة بن سعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>