ورواه سعيد بن منصور، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من تلا آية من كتاب، كانت له نورًا يوم القيامة، ومن استمع لآية من كتاب اللَّه كتبت له حسنة مضاعفة".
رواه البيهقي في شعب الإيمان (١٨٢٨) بإسناده عن سعيد بن منصور.
وفيه إسماعيل بن عياش الشامي، روايته عن أهل بلده مقبولة، وفي غيره مضطرة، وهذا منها. وليث هو ابن سُليم، كوفي سيئ الحفظ.
يستحب أن يكون ذكر اللَّه تعالى بالقول الوسط لا جهرًا بليغًا، ولا سرًّا لا يسمع.
وقوله:{تَضَرُّعًا} أي متضرعا بلسانك.
وقوله:{وَخِيفَةً} أي خائفا من اللَّه.
• عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٩٢)، ومسلم في الذكر (٢٧٠٤) كلاهما من حديث عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى فذكره. واللفظ للبخاري.
وقوله:"اربعوا على أنفسكم" أي ارفقوا بأنفسكم.
وقد يراد به كما جاء في قوله تعالى:{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}[الإسراء: ١١٠]؛ لأن المشركين إذا سمعوا القرآن، سبوا اللَّه عزّ وجلّ، وسبوا على من نزل وهو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فأمر اللَّه تعالى أن لا تجهروا بالصلاة جهرا بالغا يسمعه المشركون فيسبوا اللَّه عزّ وجلّ، ولا تخافت - أي عن أصحابك، فلا يسمعونه، بل اختر سبيلا بين الأمرين وهو الوسط.