أو أبي سعيد فذكره.
والشك من الأعمش، والشك في تعيين الصحابي لا يضر.
وهذا المطلق جاء مقيدا بشهر رمضان كما في الحديث الآتي:
• عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له".
حسن: رواه البزار (كشف الأستار ٣١٤٢) عن محمد بن أبي غالب، حدثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر فذكره.
قال البزار: "حديث أبي إسحاق هذا لا نعلم أحدا تابعه عليه، وقد رواه أبو معاوية وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا".
قلت: أبو إسحاق الفزاري هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث ثقة حافظ، وقد خالف الجادة، فما عدل عنها إلا بعلم كما قال ابن حجر في مختصر زوائد البزار (٢١٤١).
ومحمد بن أبي غالب هو القومسي ثقة، ومحبوب صدوق ومن أجله يكون الإسناد حسنا.
[١٢ - باب من يستجاب دعاؤه]
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتُفتح لها أبواب السماء. ويقول: بعزّتي لأنصرنَّك ولو بعد حين".
حسن: رواه ابن ماجه (١٧٥٢)، والترمذي (٣٥٩٨)، وأحمد (١٠١٨٣). وصحّحه ابن خزيمة (١٩٠١)، وابن حبان (٣٤٢٨) كلّهم من حديث سعدان الجهني، عن سعد أبي مجاهد الطائيّ، عن أبي مدلة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي مدلة كما هو مبين في كتاب الصوم.
وقد حسّنه أيضًا ابن حجر في "أمالي الأذكار" نقل عنه ابن علّان في "شرح الأذكار" (٤/ ٣٣٨).
وقد جاء الحديث عن أبي هريرة من وجه آخر بلفظ: "ثلاث دعوات مستجابة لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر".
رواه أبو داود (١٥٣٦)، والترمذي (١٩٠٥، ٣٤٤٨)، وابن ماجه (٣٨٦٢)، والطبراني في الدعاء (١٣١٤)، وأحمد (٧٥١٠)، وابن حبان (٢٦٩٩) كلهم من طرق، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر المؤذن، أنه سمع أبا هريرة يقول (فذكر الحديث).
وأبو جعفر المؤذن لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وقد قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي عند المتابعة، وقد توبع في بعض فقرات الحديث.