وأن محمدا عبده ورسوله؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه، لكان أولَ فتنةٍ وآخرَها".
حسن: رواه أحمد (٢٠٤٣١)، وابن أبي عاصم في السنة (٩٧١) كلاهما من حديث روح بن عبادة، حدّثنا عثمان الشحام، حدّثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عثمان بن الشحام ومسلم بن أبي بكرة فإنهما حسنا الحديث.
قوله:"لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها" فيه دلالة على أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعزم على قتل رجلٍ يصلي؛ لأن في قتله فتنة عظيمة، إلا أن هذه القصة رويت بألفاظ مختلفة بعضها يرجع إلى اختلاف الرواة، والخلاصة كما قلت.
[٣٣ - باب ما جاء في صفة المخدج من الخوارج]
• عن علي -قال-: ذكر الخوارج، فقال: فيهم رجل مُخْدج اليد، أو مُودنُ اليد، أو مَثدُون اليد، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد اللَّه الذين يقتلونهم على لسان محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: قلت: آنت سمعته من محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة.
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٦: ١٥٥) من طرق عن حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية كلاهما عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة، عن علي، فذكره.
قوله:"مودن اليد" أي ناقص اليد صغيرها، يقال: ودنتُ الشيء وأودنتُه: إذا نقصتَه وصغّرتَه.
وقوله:"مثدون اليد": أي صغير اليد مجتمعها، والمثدن والمثدون: الناقص الخلق.
• عن عبيد اللَّه بن أبي رافع مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا: لا حكم إلا للَّه، فقال عليٌّ: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم -وأشار إلى حلقه- من أبغض خلق اللَّه إليه، منهم أسود، إحدى يديه طُبي شاةٍ أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئًا، فقال: ارجعوا فواللَّه ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خَرِبة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد اللَّه: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليٍّ فيهم.
زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال: رأيت ذلك