الأمويّ، ثنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة فذكرته.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روي يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، وليس إسناده بمتصل لأن اللّيث بن سعد روي هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمْلك، عن أم سلمة، وحديث اللّيث أصح، وليس في حديث اللّيث وكان يقرأ: "مَلِك يوم الدين"، انتهى.
كذا أعَلَّه الترمذيّ بالانقطاع، والصواب أن كلا الطريقين صحيحان فإن لقاء ابن أبي مليكة بأم سلمة ممكن، ولذا قال الدَّارقطنيّ (١١٨) بعد أن أخرج الحديث. "إسناده صحيح وكلهم ثقات".
وقال الحاكم (٢/ ٢٣١) بعد أن رواه من طريق يحيى بن سعيد: "صحيح على شرط الشيخين".
كما أن ابن جريج توبع عند الإمام أحمد (٦/ ٢٨٨) قال: ثنا وكيع، عن نافع بن عمر. وأبو عامر، ثنا نافع، عن ابن أبي مليكه، عن بعض أزواج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو عامر: قال نافع: أراها حفصة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: إنكم لا تستطيعونها قال: فقيل لها: أخبرينا بها، قال: فقرأتْ قراءةً ترسَّلَتْ فيها.
قال أبو عامر: قال نافع: فحكى لنا ابن أبي مليكة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ثمّ قطع {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثمّ قطع {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.
وشيخا أحمد في هذا الحديث هما: وكيع - وهو ابن الجراح، وأبو عامر - وهو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأمّا قراءة "مالك يوم الدين" و "ملك يوم الدين" فكلاهما متواتر.
وأمّا ما رواه ابن خزيمة (١/ ٢٤٨) عن محمد بن إسحاق الصنعاني، نا خالد بن خِداش، نا عمر بن هارون، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكه، عن أم سلمة أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأ في الصّلاة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فعدها آية، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} آيتين {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وجمع خمس أصابعه" فهو ضعيف.
قال الذّهبيّ في تلخيص المستدرك (١/ ٢٣٢): "أجمعوا على ضعف عمر بن هارون البلخي". وقال النسائيّ: متروك.
وأشار إلى ضعَّفه أيضًا البيهقيّ (٢/ ٤٤) بعد أن أخرجه من جهة ابن خزيمة، فقال: رواه عمر بن هارون، وليس بالقوي عن ابن جريج فزاد فيه". انظر للمزيد: "المنة الكبرى" (١/ ٤٦٤).
[١٥ - باب وجوب قراءة سورة الفاتحة]
• عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٦)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٤) كلاهما من حديث