- صلى الله عليه وسلم - يصلي ثلاث عشرة ركعة، يوتر منها بخمس، ولا يجلس في شيء منها حتى يجلس في آخرهن فيسلم. وسبق ذكره.
وقلت: ويحتمل أن تكون أرادت بثلاث مع أربع، وثلاث مع ست، وثلاث مع ثمان ... الثلاث بتسليمتين الاثنتان خفيفتان، ثم ركعة، وما قبلها أربع، أو ست، أو ثمان طويلة لقولها: فلا تسأل عن حسنهن وطولهن.
وقد يكون المراد بالثلاث بالجلسة والتسليم في آخرهن، كما جاء في بعض طرق حديث سعد بن هشام بن عامر الطويل المذكور في باب جامع صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل بأنه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يُسلم في ركعتي الوتر. إلا أني تتبعتُ طرق حديث سعد بن هشام بن عامر فلم أجد في حديثه أنه أوتر بثلاث.
[١٨ - باب ما جاء من الفصل بين الشفع والوتر]
• عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفصِلُ بين الوتر والشفع بتسليمة ويُسمعنا.
حسن: رواه الإمام أحمد (٥٤٦١)، والطبراني في الأوسط (٧٥٧) كلاهما من حديث عتَّاب بن زياد، حدثنا أبو حمزة - يعني السُّكَّري -، عن إبراهيم - يعني الصائغ -، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وصحّحه ابن حبان (٢٤٣٥) وأخرجه من طريق عتاب بن زياد به.
وعتَّاب بن زياد وثقه أبو حاتم وابن سعد، وهو "صدوق" من رجال ابن ماجه كما في التقريب. وأبو حمزة السكري اسمه: محمد بن ميمون وهو ثقة فاضل من رجال الجماعة.
وإبراهيم الصائغ هو: إبراهيم بن ميمون الصائغ المروزي وثقه ابن معين والنسائي وهو حسن الحديث روي له أبو داود والنسائي والبخاري معلقًا.
قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٤٣) بعد أن عزاه إلى الطبراني في الأوسط وحده: "وفيه إبراهيم بن سعيد وهو ضعيف".
قلت: ليس كما ظنَّ رحمه الله تعالى بل هو: إبراهيم بن ميمون الصائغ، وأما إبراهيم بن سعيد المدني فهو منكر الحديث كما قال صاحب الميزان، والملاحظة الثانية أن الحافظ الهيثمي قصَّر في العزو إلى الطبراني فقط، وفاته العزو إلى الإمام أحمد.
وهذا المرفوع يُقوّيه فعل ابن عمر راوي الحديث الذي كان من أشدِّ الناس اتِّباعًا فإنَّه كان يُسلم بين الركعة والركعتين في الوتر حتَّى يأمر ببعض حاجته. رواه مالك في صلاة الليل (٢٠) ومن طريقه البخاري في الوتر (٩٩١) عن نافع، عنه.
وروي سعيد بن منصور بإسنادٍ صحيحٍ عن بَكْر بن عبد الله المزني، قال: صلَّى ابن عمر ركعتين، ثمَّ قال: يا غلام! . ارحل لنا، ثمَّ قام فأوتر بركعة. انظر: "الفتح" (٢/ ٤٨٢) وكذلك رواه أبو بكر