قال الحافظ ابن القيم في "زاده" (١/ ٦٥) بعد أن بيّن مزية وقفة يوم الجمعة من عشرة وجوه بقوله: "وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين".
وقال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٣٧١) بعد أن عزاه لرزين في رفعه: "لا أعرف حاله؛ لأنه لم يذكر صحابيه، ولا من خرّجه".
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء "فضل يوم عرفة": "حديث وقفة الجمعة يوم عرفة أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة حديث باطل لا يصح، وكذلك لا يثبت ما رُوي عن زر بن حبيش أنه أفضل من سبعين حجّة في غير يوم جمعة" نقلًا من الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في "السلسلة الضعيفة" (٣١٤٤).
[٤ - باب إكثار الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة]
• عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم معروضة عليَّ". قال: قالوا: يا رسول الله! كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمتَ؟ يقولون: بَليتَ؟ فقال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرض أجسادَ الأنبياء".
صحيح: رواه أبو داود (١٠٤٧) والنسائي (١٣٤٧) وابن ماجة (١٦٣٦) كلّهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن خزيمة (١٧٣٣) وابن حبان (٩١٠) والحاكم (١/ ٢٧٨) فأخرجوه من طريق عبد الرحمن بن يزيد به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري، ولم يُخرجاه" بل هو على شرطهما عنده، فقد أخرجا لجميع رواته، إلَّا أنَّ البخاري لم يخرج لأبي الأشعث الصنعاني (واسمه: شرحبيل بن آدة) إلَّا تعليقًا، والحاكم لا يُفرِّق بين الإخراج للراوي تعليقًا أو متابعة، أو أصالة.
وصحّحه النووي في "الأذكار" (٩٧).
وقد أُعلَّ هذا الحديث بما لا يقدح في صحَّه. انظر: "جلاء الأفهام" (٦٦، ٦٧).
وقوله: "وفيه الصعقة": أي الغشي والموت.
وفي الباب عن أبي أُمامة مرفوعًا: "أكثروا علىَّ الصلاة في كل يوم جمعةٍ؛ فإنَّ صلاة أمَّتي تُعرض عليَّ في كلِّ يوم جمعة، فمن كان أكثرهم عليَّ صلاة كان أقربهم منَّي منزلة".
رواه البيهقي (٣/ ٢٤٩) عن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، ثنا الحسين بن