سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: فذكر حديثًا، قال: وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة العصر وصلاة الصبح، فتصعد ملائكة النهار في صلاة العصر، وتبقى فيكم ملائكة الليل، وتصعد ملائكة الليل في صلاة الصبح، وتبقى فيكم ملائكة النهار، ويقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركنا هم وهم يصلون، وتركنا فيهم رجلًا لم يصبه خير قط، ولا بلاء قط، إلا علم أنه منك، فيقول: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عبدي" قال سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال:"فيبتلونه، ثم يقول: ابتلوه فيُبتلى، ثم يقول: ابتلوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى البلاء أي رب، فيقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى المزيد أي رب، فيقول: كيف تركتم عبدي في البلاء، وكيف رأيتموه في الرخاء؟ فيقولون: أي رب، أصبر عبد وأشكره، فيقول: اكتبوا عبدي ممن لا يبدّل ولا يغيّر، حتى يلقاني".
صحيح: رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية (٣١٤٠) عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: فذكره.
وعطاء بن السائب ثقة إلا أنه اختلط، لكن رواية سفيان بن عيينة عنه قبل اختلاطه.
[٢٩ - باب فيمن صبر على العيش الشديد]
• عن أبي هريرة قال: بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء فجاء الرجل من سفره، فدخل على امرأته جائعا، قد أصابته مَسْغبة شديدة، فقال لامرأته: أعندكِ شيء؟ قالت: نعم، أبشر أتاك رزدتى اللَّه، فاستحثَّها، فقال: ويحكِ ابتغي إن كان عندك شيء، قالت: نعم، هُنَية، نرجو رحمة اللَّه حتى إذا طال عليه الطُّولُ، قال: ويحك، قومي فابتغي إن كان عندك خبز، فَأْتيني به، فإني قد بُلِغتُ وَجَهِدْتُ، فقالت: نعم، الآن يَنْضَج التَّنُّور فلا تعجل، فلما أن سكت عنها ساعة، وتحينت أيضًا أن يقول لها، قالت هي من عند نفسها: لو قمتُ فنظرتُ إلى تنوري، فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم، ورَحْيَيْها تَطْحنان، فقامت إلى الرحى، فنفضتها وأخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم.
قال أبو هريرة: فوالذي نفس أبي القاسم ليده عن قول محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو أخذت ما في رَحْيَيْها ولم تَنْفُضْها لطحنتها إلى يوم القيامة".
حسن: رواه أحمد (٩٤٦٤) عن هاشم بن القاسم قال: حدّثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام،