الخراساني وكان ثقة". الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٥).
وإسناده حسن من أجل ورقاء وهو ابن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي صدوق، إلا أن البيهقي قال: "وفي هذا الإسناد ضعف". لعله يشير إلى تفرد ورقاء بن عمر اليشكري عن الأعمش. والأعمش من المكثرين، والناس اختلفوا في ورقاء بن عمر فوثّقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان.
وإني أدخلت هذا الحديث في الجامع الكامل لأنه مع تفرده ليس فيه شيء منكر؛ لأن لفقراته أصولا صحيحة ذُكرتْ في مواضعها.
وللحديث إسناد آخر وهو ما رواه أحمد بإسنادين (٨١٠٧، ٩٢٣٤) من حديث شريك، عن ابن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عز وجل يحب أن يُرى أثر نعمته على عبده" وإسناده ضعيف.
وابن موهب هو يحيى بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب -بفتح الميم والهاء- ضعيف عند جمهور نقاد الحديث. قال ابن حبان: "يروي عن أبيه ما لا أصل له، وفي التقريب: "متروك". وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (٥/ ١٣٢)
وأبوه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب قال أحمد: "لا يُعرف".
[٣ - باب التواضع في اللباس]
• عن أبي أمامة، قال: ذكر أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوما عنده الدنيا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا تسمعون، ألا تسمعون، إن البذاذة من الإيمان، إن البذاذة من الإيمان" يعني التقحل.
حسن: رواه أبو داود (٤١٦١) عن ابن نُفيل، حدّثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي أمامة، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة، فذكره. واسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن أبي أمامة فإنه حسن الحديث، ولكن في الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن إلا أنه توبع.
رواه أحمد في المسند (٢٤٠٠٩/ ٥٨)، وفي الزهد (٢٩)، والحاكم (١/ ٩)، والبيهقي في الشعب (٥٧٦٢) كلهم من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير بن محمد العنبري المكي، عن صالح بن كيسان، أن عبد اللَّه بن أبي أمامة أخبره أن أبا أمامة أخبره، فذكر الحديث.
وقد صحّ سماع عبد اللَّه بن أبي أمامة من أبيه، فالطريقان محفوظان.
قال عبد اللَّه: سألت أبي قلت: ما البذاذة؟ قال: التواضع في اللباس.
وقال الخطابي: "البذاذة: سوء الهيئة، والتجوز فى الثياب ونحوها، رجل باذ الهيئة وبذ الهيئة إذا كان رثَّ الهيئة والباس".