• عن أنس قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اعمل للَّه رأي العين كأنك تراه، فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك، وأسبغ طهورك إذا دخلت المسجد، واذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل يذكر الموت في صلاته لحريٌّ أن يحسن صلاته، وصلّ صلاة رجل لا يظن أن يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل ما يعتذر منه".
حسن: رواه البيهقي في الزهد الكبير (٥٢٧)، والديلمي في مسند الفردوس كما ذكره السخاوي في مقاصد الحسنة (ص ١٤٤ رقم ٢٧٥) كلاهما من طريق أبي عاصم، حدّثنا شبيب بن بشر، حدّثنا أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شبيب بن بشر فإنه حسن الحديث. وحسّنه أيضًا ابن حجر كما نقل عنه السخاوي.
• عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا؟ قال: نعم، سمعته يقول:"إنك لن تدع شيئًا للَّه، إلا بدّلك اللَّه به ما هو خير لك منه".
صحيح: رواه وكيع بن الجراح في الزهد (٣٥٦) -وعنه أحمد (٢٣٠٧٤)، وهنّاد بن السري في الزهد (٩٣٨) - عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال العدوي، عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: فذكراه. وإسناده صحيح.
١٥ - باب حديث أبي اليسر وجابر بن عبد اللَّه في الزهد والرقاق
• عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر، صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومعه غلام له، معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بُردة ومَعَافري، وعلى غلامه بُردة ومَعَافري، فقال له أبي: يا عم! إني أرى في وجهك سفعةً من غضب، قال: أجل، كان لي على فلان بن فلان الحراميّ مال، فأتيت أهله فسلّمت، فقلت: ثم هو؟ قالوا: لا، فخرج علي ابن له جَفْر، فقلت له: أين أبوك؟ قال: سمع صوتَك فدخل أريكة أمّي، فقلت: اخرج إلي، فقد علمت أين أنت، فخرج فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ قال: أنا واللَّه أحدثك ثم لا أكذِبُك، خشيت واللَّه أن أحدثك فأكذِبَك، وأن أعدك فأُخلفك، وكنتَ صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكنتُ واللَّه معسرا، قال: قلت: آللَّه! قال: اللَّه. قلت: آللَّه! قال: اللَّه. قلت: آللَّه! قال: اللَّه. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده، فقال: إن وجدت قضاءً فاقضني،