• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة، فذلكم الرباط". وفي رواية:"فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".
صحيح: رواه مالك في قصر الصلاة في السفر (٥٥) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، ورواه مسلم في الطهارة (٢٥١) من أوجه أُخر عن العلاء بن عبد الرحمن، واللفظ له، وفي لفظ مالك كرّر "ذلكم الرباط" ثلاث مرات.
وقوله:"المكاره" جمع مكره، وهو ما يكرهه الإنسان ويشق عليه، والكره - بالضم والفتح - المشقة، والمعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد، والعلل التي يتأذى معها بمس الماء.
وقوله:"ذلكم الرباط" أي: الرباط المرغب فيه. وأصل الرباط الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة.
• عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأَقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة تغسل الخطايا".
حسن: رواه إسحاق واللفظ له، وعبد بن حميد (٩١) وأبو يعلى كلهم من طريق صفوان بن عيسى، أنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب، فذكر الحديث. "المطالب العالية"(١/ ٧٩).
ورجاله ثقات غير الحارث بن عبد الرحمن؛ فقال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال ابن معين: مشهور. وقال أبو حاتم: يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة، ليس بالقوي.
قلت: هذا الحديث ليس من رواية الدراوردي عنه. وصحَّح البوصيري إسناده. "إتحاف المهرة"(١٤٣٨).
• عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ألا أدلّكم على ما يكفّر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟ ". قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة".
وفي رواية بزيادة: "ما منكم من رجل يخرج من بيته مُتطهِّرًا، فيصلي مع المسلمين الصلاة، ثم يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الأُخرى، إن الملائكة