الطبيب إلا من أجله.
وقوله: "طبيبها الذي خلقها"، وقولها: أنت الطبيب يعني الطبيب الحقيقي الذي يعلم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وهذا خاص بالله.
وأما إطلاق الطبيب على الإنسان لكونه يعالج المرضى سواء شُفيَ منه المريض أم لم يُشفَ فلا مانع من ذلك، وقد جاء: "ادعو طبيب بني فلان" في الحديث الآتي:
• عن رجل من الأنصار قال: عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا به جرح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادعوا له طبيب بني فلان"، قال: فدعوه فجاء، فقال: يا رسول الله، ويغني الدواء شيئا؟ فقال: "سبحان الله، وهل أنزل الله من داء في الأرض، إلا جعل له شفاء".
صحيح: رواه أحمد (٢٣١٥٦) عن إسحاق بن يوسف، حدثنا سفيان (هو الثوري)، عن منصور (هو ابن المعتمر)، عن هلال بن يساف، عن ذكوان، عن رجل من الأنصار فذكره. وإسناده صحيح.
وقد روي من وجه آخر عن هلال بن يساف مرسلا. رواه ابن أبي شيبة (٢٣٨٨٠)، وأبو نعيم في الطب النبوي (٣٣، ٣٤)، والحكم للموصول.
[٢ - باب ما جاء في نعمة الصحة]
• عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٤١٢) عن المكي بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن سعيد، - وهو ابن أبي هند- عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
[٣ - باب أن التداوي والاسترقاء من قدر الله]
• عن أبي خُزامة -أحد بني الحارث بن سعد بن هُزيم- حدّثه، أنّ أباه حدّثه أنّه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، أرأيتَ دواءً نتداوى به، ورُقًى نسْترقيها، وتُقىً نتّقيها هل تردُّ ذلك من قدر الله من شيء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه من قدر الله".
حسن: رواه عبد الله بن وهب في "الجامع" (٦٩٩) قال: أخبرني يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث وابن سمعان، أنّ ابن شهاب أخبرهم أنّ أبا خُزامة، فذكره.
وأخرجه أحمد (١٥٤٧٤)، والحاكم (٤/ ١٩٩) من طريق ابن وهب، إلّا أن أحمد رواه عنه، عن عمرو بن الحارث وحده.
وهذا إسناد حسن؛ لأنّ أبا خُزامة لم يرو عنه إلّا الزّهريّ، وهو تابعي معروف، قد عرفه الزهريّ، ووهم من جعله من الصّحابة كالحافظ في التقريب فقال: "صحابي، له حديث في الرُّقى"