وبمعناه ما روي عن مرثد بن ظبيان قال: جاءنا كتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما وجدنا له كاتبا يقرؤه علينا حتى قرأه رجل من بني ضبيعة: "من رسول الله إلى بكر بن وائل: أسلموا تسلموا".
رواه أحمد (٢٠٦٦٧) عن يونس وحسين قالا: حدثنا شيبان، عن قتادة، عن مضارب بن حَزْن العجلي، قال: وحدث مرثد بن ظبيان، قال: فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (٥/ ٣٠٥): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
قلت: فيه مضارب بن حزن، لم يرو له من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، ولم أجد من وثقه غير ابن حبان والعجلي، ولذا قال الحافظ ابن حجر: "مقبول"؛ أي: عند المتابعة، ولم أجد له متابعا.
وذكر ابن السكن هذا الحديث معلقا، وقال: هو مرسل. وقال عن مرثد: هو غير معروف في الصحابة. كذا في الإصابة (١٠/ ١٠٤).
[٧ - كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي]
قال ابن إسحاق: هذا كتاب من النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذا كتاب محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم عظيم الحبش: سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدًا عبده ورسوله، أدعوك بدعاء الله، فإني أنا رسول الله، فأسلم تسلم {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: ٦٤] الآية، فإن أبيت فعليك إثم النصارى من قومك".
أخرجه الحاكم (٢/ ٦٢٣) وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ٣٠٨) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: كان اسم النجاشي مصحمة - وهو بالعربية عطية، وإنما النجاشي اسم الملك كقولك كسرى وهرقل.
قال الحاكم: لم يتابع محمد بن إسحاق القرشي على اسم النجاشي أنه مصحمة، فإن الأخبار الصحيحة المخرجة في الكتابين الصحيحين بالألف، أي: الأصحمة.
قلت: وهو كما قال، ثم هذا النجاشي ليس الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال مسلم وقد سبق ذكره، وإنما هذا الذي خلفه الملك بعده، وقد وقع الخلط من بعض الرواة فجعلوا هذا الذي مات قبله مسلما.
فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر والنجاشي كتابا واحدا:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر والنجاشي، أما بعد! {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا