ابن مظعون في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين، فاشتكى فمرضناه حتَّى توفي، ثمّ جعلناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: رحمة الله عليك يا أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال:"وما يدريك؟ ". قلت: لا أدري والله، قال:"أما هو فقد جاءه اليقين، إني لأرجو له الخير من الله، والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يفعل بي ولا بكم". قالت أم العلاء: فوالله لا أزكي أحدًا بعده، قالت: ورأيت لعثمان في النوم عينا تجري، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك له، فقال:"ذاك عمله يجري له".
صحيح: رواه البخاريّ في التعبير (٧٠١٨) عن عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء قالت: فذكرته.
[٨٠ - باب أخبار عدي بن حاتم]
• عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثمّ أتاه آخر فشكا قطع السبيل، فقال:"يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ ". قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال:"فإن طالت بك الحياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتَّى تطوف بالكعبة لا تخاف من أحد إِلَّا الله - قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيء الذين قد سعروا في البلاد؟ - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى". قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:"كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة، لترين الرّجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحد يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إِلَّا جهنّم، وينظر عن يساره فلا يرى إِلَّا جهنّم". قال عدي: سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:"اتقوا النّار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة" قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتَّى تطوف بالكعبة لا تخاف إِلَّا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم الحياة، لترون ما قال النَّبِيّ أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج ملء كفه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في علامات النبوة (٣٥٩٥) عن محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا سعد الطائي، أخبرنا مُحِل بن خليفة، عن عدي بن حاتم فذكره.
ورواه مسلم في الزّكاة (٦٧: ١٠١٦) من وجه آخر عن عدي بن حاتم قال: فذكره مختصرًا.