الطعام أو التجارة، ولا تسمى عيرا إلا هكذا، وسميت سوقا لأن البضائع تساق إليها.
وقوله:"انفتل الناس إليها" أي: انصرفوا إليها، وابتدروا إليها.
• عن أبي عبيدة قال: دخل كعب بن عجرة المسجدَ وعبد الرحمن ابن أم الحكم يخطب قاعدا، فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا، وقال الله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.
صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٦٤) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره.
سورة الجمعة تشتمل على إبطال ثلاث دعوات من اليهود:
الأولى: افتخارهم بأنهم أهل الكتاب، والعرب لا كتاب لهم، فشبّههم بالحمار في قوله:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.
والثانية: دعواهم بأنهم أولياء الله وأحباؤه من دون الله فأبطل الله دعواهم بقوله: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
والثالثة: افتخارهم بأنهم أصحاب السبت، وليس للمسلمين مثله فشرع الله للمسلمين يوم الجمعة فقال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
وقد صحَّ كما سبق أن اليهود والنصارى ضلوا فهدى الله المسلمين إلى يوم الجمعة.
• * *
[٦٣ - تفسير سورة المنافقون وهي مدنية، وعدد آياتها ١١]
[١ - باب سبب نزول سورة المنافقين]
• عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فأرسل إلى عبد الله بن أُبَيٍّ، فسأله، فاجتهد يمينه ما فعل، قالوا: كذب زيد رسول الله