يسمع من زيد بن خالد الجهنيّ.
وانفرد علي بن المديني بهذا الحكم، فلعلّ هؤلاء الذين سبق ذكرهم وتخريجهم لهذا الحديث لم يأخذوا بكلام علي بن المديني لشهرة هذا الحديث.
وقد رُوي موقوفًا أيضًا. رواه النسائي في الكبرى (٣٣٣٢) من طريق حسين (هو المعلم) عن عطاء، عن عائشة، قالت: "من فطّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر الصّائم شيئًا".
ورواه عبد الرزاق (٧٩٠٦) عن ابن جريج، عن صالح مولي التوأمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: "من فطّر صائمًا أطعمه وسقاه، كان له مثل أجره". فالظاهر من هذه الآثار أن الحديث له أصل وإلا فإنه لا يقال بالأجر وعدمه من الرأي.
وفي الباب أيضًا ما روي عن سلمان الفارسي في حديث طويل، وجاء فيه: "من فطّر صائمًا كان مغفرة لذنوبه" رواه ابن خزيمة (١٨٨٧) وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وبمجموع هذه الأحاديث والآثار لعل هؤلاء الذين سبق ذكرهم صحّحوا حديث زيد بن خالد الجهني. والله تعالى أعلم.
[٣٢ - باب ما يقوله عند الإفطار]
• عن مروان -يعني ابن سالم المقَفَّع- قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: "ذهب الظّمأُ وابتلّت العروقُ، وثبت الأجر إن شاء الله".
حسن: رواه أبو داود (٢٣٥٧)، والنسائي في "الكبري" (٣٣١٥) كلاهما من حديث علي بن حسن، أخبرنا الحسين بن واقد، أخبرنا مروان المقَفَّع فذكره.
ورواه الدارقطني (٢٢٧٩)، والحاكم (١/ ٤٢٢)، والبيهقي (٤/ ٢٣٩) كلّهم من هذا الوجه.
وعلي بن حسن هو ابن شفيق أبو عبد الرحمن المروزيّ من رجال الجماعة.
قال الدارقطني: تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بالحسين بن واقد، ومروان بن المقَفَّع".
ولكن قال الذهبي: على شرط البخاريّ واحتج البخاري بمروان وابن المقَفَّع وهو ابن سالم".
وهذا يشعر بأن بعض النساخ أخطأوا في نقل قول الحاكم فإن الصّحيح هو ملخص ما نقله الذهبي ثم إنّ في قول الحاكم والذهبي وهمًا أيضًا؛ فإن مروان بن المقفع لم يخرج له البخاري، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي. ووثقه ابن حبان وروى عنه عدد. وسبق قول الدارقطني أنه حسن إسناده فهو لا ينزل عن درجة "صدوق".
والحسين بن واقد هو أبو عبد الله القاضي المروزيّ، وثّقه ابن معين وغيره وهو حسن الحديث