كربة فَرَّج اللَّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللَّه يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاري في المظالم (٢٤٤٣)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٨٠) كلاهما من حديث الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن سالما أخبره أن عبد اللَّه بن عمر أخبره فذكر الحديث.
وروي عن ابن عمر أيضًا مرفوعا: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله. والذي نفس محمد بيده، ما توادَّ اثنان، ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما". وكان يقول: "للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست: يشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، وينصحه إذا غاب، ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاء، ويتبعه إذا مات. ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث".
رواه أحمد (٥٣٥٧) عن موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وابن لهيعة سيء الحفظ، إلا أن لفقرات الحديث شواهد صحيحة ذُكِرت في مواضعها ولعله لذلك حسّنه المنذري في "الترغيب" (٣٤٠٥).
[٩ - باب نصر المسلم ظالما أو مظلوما]
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". قالوا: يا رسول اللَّه، هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: "تأخذ فوق يديه".
صحيح: رواه البخاري في المظالم (٢٤٤٤) عن مسدد، حدثنا معتمر، عن حميد، عن أنس فذكره.
• عن جابر قال: اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين. ونادى الأنصاري: يا للأنصار. فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "ما هذا دعوى أهل الجاهلية". قالوا: لا، يا رسول اللَّه، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر. قال: "فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه؛ فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٤) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو الزبير، عن جابر فذكره. وأصل القصة مخرج في الصحيحين، ولكن ليس فيهما قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فلا بأس، ولينصر الرجل. . . ". وهو مذكور في محله.
وقوله: "كسع" أي ضرب دبره.
وقوله: "فلا بأس" معناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خِفْتُه.
• عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". قيل: يا رسول اللَّه، هذا نصره مظلوما، فكيف نصره ظالما؟ قال: "تُمسكه من الظلم