[٤ - باب الاغتسال ودخول مكة بالنهار]
• عن نافع، قال: كان ابن عمر، إذا دَخَلَ أَدْنَي الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنْ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَبِيتُ بِذِي طوى، ثُمَّ يُصَلِّي بِهِ الصُّبْحَ وَيَغْتَسِلُ وَيُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٣) من طريق إسماعيل بن علية، ومسلم في الحج (١٢٥٩) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، عن نافع، به، واللفظ للبخاريّ.
وحديث إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رواه أحمد (٤٦٢٨) بسياق أطول، وهذا لفظه: "كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التّلبية فإذا انتهى إلى ذي طوى بات فيه حتى يصبح، ثم يصلي الغداة ويغتسل ويحدّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله، ثم يدخل مكة ضُحى فيأتي البيت فيستلم الحجر ويقول: بسم الله والله أكبر، ثم يَرَمُل ثلاثة أطراف يمشي ما بين الرُّكنين، فإذا أتي على الحجر استلمه وكبَّر أربعة أطراف مشيًا، ثم يأتي المقام فيصلي ركعتين، ثم يرجع إلى الحجر فيستلمه، ثم يخرج إلى الصَّفا من الباب الأعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرار ثلاثا يكبر ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". اهـ.
قوله: "سبع مرار" أي يقوم على الصّفا سبع مرات، يكبّر في كلّ مرة ثلاثًا.
وأما قول الترمذيّ بعد أن رواه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: "اغتسل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لدخوله مكة بفتح": "هذا حديث غير محفوظ، والصّحيح ما روي نافع عن ابن عمر أنه كان يغتسل لدخول مكة".
وقال: "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف في الحديث؛ ضعّفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وغيرهما ولا نعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من حديثه". انتهي.
ففيه نظر؛ لما ثبت في الصحيحين مرفوعًا من حديث ابن عمر، فإن الظّاهر من قوله: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك أي بما سبق ذكره، ومنه الغسل.
٥ - باب دخول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مكة ليلًا
• عن مُحرّش الكعبيّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ لَيْلا مِن الْجِعِرَّانَةِ حِينَ مَشَي مُعْتَمرًا فَأَصْبَحَ بِالْجِعِرَّانَةِ كَبَائِتٍ حَتَّى إِذَا زَالَت الشَّمْسُ خَرَجَ عَن الْجِعِرَّانَةِ فِي بَطْنِ سَرِفَ حَتَّى جَاء مَعَ الطَّرِيق طَريق الْمَدِينَةِ مِنْ سَرِف.
حسن: رواه النسائي (٢٨٦٣)، والترمذي (٩٢٥) والإمام أحمد في مسنده (١٥٥١٣) كلّهم من حديث ابن جريج، قال: حدثني مزاحم بن أبي مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله (بن أسيد)، عن محرش الكعبيّ، فذكره.