حائطٍ فجصَّص، وعينُه البشرى كأنّها كوكب دُرّي معه من كلّ لسانٍ، ومعه صورةُ الجنّة خضراءُ، يجري فيها الماء، وصور النار سوداءُ تدخنُ".
رواه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في مسند أبيه (١١٧٥٢) قال: "وحدث هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثنا عبد المتعال بن عبد الوهّاب، حدثنا يحيى بن سعيد الأمويّ، حدثنا مجالد، عن أبي الوداك". فذكر مثله.
وأخرجه الحاكم (٢/ ٥٩٧) من طريق مجالد، وسكت عليه.
ولكن قال الذّهبيّ: مجالد ضعيف.
وأورده الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٣٤٧) وقال: "رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد وثّقه النسائيّ في رواية، وقال في أخرى ليس بالقوي، وضعّفه جماعة".
قلت: مجالد هو ابن سعيد بن عمر الهمْداني ضعّفه أكثر أهل العلم، وقال فيه البخاريّ: صدوق.
وقد رُوي من حديث جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّي لخاتم ألف نبيّ أو أكثر، وإنّه ليس منهم نبيٌّ إِلَّا وقد أنذر قومه الدَّجال، وإنّه قد تبيّن لي ما لم يتبيّن لأحد منهم، وإنه أعور، وإنّ ربَّكم ليس بأعور".
رواه البزّار -كشف الأستار (٣٣٨٠) - عن عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا مجالد، عن الشّعبيّ، عن جابر، فذكر مثله.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٣٤٧): "رواه البزّار، وفيه مجالد بن سعيد، وقد ضعّفه الجمهور، وفيه توثيق".
قلت: مجالد هذا تغيّر في آخر عمره، ولعلّه لم يضبط اسم الصّحابيّ فمرّة رواه عن أبي سعيد، وأخرى عن جابر بن عبد اللَّه مع ضعف فيه.
والخلاصة: ليس في عدد الأنبياء والرّسل حديث صحيح، فال سماحة الشيخ ابن باز رحمه اللَّه بعد أن ذكر عدة أحاديث منها: حديث أبي ذر وغيره: "والمقصود أنه ليس في عدد الأنبياء والرسل خبر يُعتمد عليه".
انظر: مجموع فتاواه (٢/ ٦٦، ٦٧) (٣/ ٣٠).
٢ - باب ما من نبيِّ إِلَّا وقد أُعطي من المعجزات ما آمن عليها البشر
• عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من الأنبياء نبيٌّ إِلَّا أعطي ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنَّما الذي أوتيت وحْيًا، أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من