بالركعتين بعد الوتر، أمر ندب وفضيلة، لا أمر إيجاب وفريضة". انتهى.
وقيَّده ابن حبان للمسافر الذي يخاف أن لا يستيقظ للتهجد، ولكن هل هذا كان من دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرى النووي رحمه الله تعالى أنه لم يكن من دأبه - صلى الله عليه وسلم - أداء الركعتين بعد الوتر، وإنما فعل مرة أو مرتين لبيان الجواز للأحاديث المشهورة: "اجعلوا آخر صلاتكم وترًا".
ويرى محمد بن نصر أن قوله: "اجعلوا آخر صلاتكم وترًا" اختيارًا لا إيجابًا، لأن ابن عمر هو الراوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا آخر صلاتكم وترًا" وهو الذي كان يشفع وتره. وروي عنه أنه سئل عمن قام من الليل وقد أوتر قبل أن ينام فصلَّى مثنى مثنى، ولم يشفع وتره. فقال: ذلك حسن جميل، فدل فتياه أنه رأى قوله: "اجعلوا آخر صلاتكم وترًا" اختيارًا لا إيجابًا.
[١٣ - باب وتر النبي - صلى الله عليه وسلم - بركعة]
• عن أنس بن سيرين قال: سألت ابن عمر؛ قلت: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة؟ فقال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعةٍ، ويُصلي الركعتين قبل صلاة الغداة. وكأن الأذانَ بأُذُنَيه".
متفق عليه: رواه البخاري في صلاة الوتر (٩٩٥)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٤٩/ ١٥٧) كلاهما من حديث حماد بن زيد، قال: حدثنا أنس بن سيرين فذكره، واللفظ للبخاري، وسبق لفظ مسلم وهو قريب منه مع بعض الزيادات.
وقوله: "كأن الأذان بأُذُنَيه" قال حماد: أي بسرعة.
• عن ابن عمر أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى. فإذا خشي أحدكم الصبح فصلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلَّى".
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (١٣) عن نافع وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في الوتر (٩٩٠) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٤٩) كلاهما من طريق مالك به.
• عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوتر ركعة من آخر الليل".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٢) عن شيبان بن فَرُّوخ، حدثنا عبد الوارث، عن أبي التيَّاح، قال: حدثني أبو مِجْلَز، عن ابن عمر فذكره.
ورواه أيضًا شعبة، عن قتادة، عن أبي مِجْلَز به مثله.
وأوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابنِ عباسٍ. فأتى ابن عباس فقال: دعه فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة. قال: