هذه الآية مكية، فيها إخبار من الله تعالى أن الجمع سيولون الدبر، فحقق الله هذا الوعد يوم بدر، كما في الحديث الآتي:
• عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو في قبة له يوم بدر:"أنشدك عهدك ووعدك، اللهم! إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدًا" فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله! فقد ألححت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٧) عن إسحاق (هو ابن شاهين الواسطي) حدثنا خالد (هو الطحان) عن خالد (هو الحذّاء) عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٦١٩): "هذا من مراسيل ابن عباس لأنه لم يحضر القصة، فلعله أخذه عن عمر، وقد أخرج مسلم في طريق سماك بن الوليد، عن ابن عباس، حدثني عمر ببعضه".
• عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، قالت: لقد أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بمكة وإني لجارية ألعب:{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٦) عن إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج، أخبرهم، قال: أخبرني يوسف بن ماهك، فذكره.
وقد ذكره أيضا بالإسناد نفسه مفصلا في فضائل القرآن كما يأتي:
• عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين، إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك. قال: يا أم المؤمنين أريني مصحفك. قالت: لِمَ؟ قال: لعلي أولف القرآن عليه، فإنه يُقْرَأُ غير مُؤَلَّف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبلُ، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد - صلى الله عليه وسلم - وإني لجارية ألعب {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده. قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور.
صحيح: رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٩٣) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج، أخبرهم، قال: وأخبرني يوسف بن ماهك، قال: فذكره.