لم يذكروا فيه: عن أبيه عن جده. وقتادة بن النعمان هو: أخو أبي سعيد الخدري لأمّه، وأبو سعيد الخدري: سعد بن مالك بن سنان". اهـ
كذا قال! ولكن رواه الحاكم (٤/ ٣٨٥ - ٣٨٦) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، حدثني محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده، فذكره.
هكذا رواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق موصولا، والصحيح أنّ يونس بن بكير رواه مرسلا كما قال الترمذي، والخطأ فيه من أحمد بن عبد الجبار، فإنه خالف.
كل من رواه عن يونس بن بكير، فلم يقل فيه: "عن أبيه، عن جده". فقوله هنا: "عن أبيه، عن جده" شاذ. إلّا أنّ هذه القصة رويت بأسانيد أخرى، بعضها موصولة وبعضها مرسلة. ذكرها معظم أصحاب التفسير، فإن كان يقوي بعضها بعضا كما هو معروف عند المحققين فإنّ هذه القصة تدل على أنّ لها أصلا.
٥٨ - باب قوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١١٤)}
قوله: {النَّجْوَى} هي الاسرار في كلام الناس، إن كان في خير فخير، وإن كان في شرّ فشر.
قوله: {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ} يعني هذه الأنواع من النجوى ممدوحة.
• عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ " قالوا: "بلى". قال: "صلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة".
صحيح: رواه أبو داود (٤٩١٩)، والترمذي (٢٥٠٩)، وأحمد (٢٧٥٠٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٩٢) كلهم من حديث أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح، ويروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين"" اهـ.
• عن أبي هريرة، أنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إياكم وسوء ذات البين، فإنها الحالقة".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٠٨)، عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم البغدادي، قال: حدّثنا معلى بن منصور، حدّثنا عبد اللَّه بن جعفر المخرمي، هو من ولد المسور بن مخرمة، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.