[٨٦ - باب تسليم الملائكة على عمران بن حصين]
• عن مطرف قال: قال لي عمران بن حصين: أحدثك حديثًا عسى الله أن ينفعك به: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين حجّة وعمرة، ثمّ لم يَنْهَ عنه حتَّى مات، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وقد كان يسلم عليّ حتَّى اكتويت فتركت، ثمّ تركت الكيّ فعاد.
صحيح: رواه مسلم في الحجّ (١٢٢٦: ١٦٧) عن عبيد الله بن معاذ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف قال: فذكره.
ورواه الدَّارميّ (١٨٥٤) من وجه آخر عن مطرف قال: قال عمران بن حصين: إني محدثك بحديث: إنه كان يسلم علي، وإن ابن زياد أمرني فاكتويت فاحتبس عني حتَّى ذهب أثر المكاوي. أي الكيّ.
ورواه مسلم (١٢٢٦: ١٦٨) من وجه آخر عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف قال: بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه، فقال: إني كنت محدثك بأحاديث، لعل الله أن ينفعك بها بعدي، فإن عشت فاكتم عني، وإن مت فحدث بها إن شئت: إنه قد سلّم عليّ .. الحديث.
ويقال: كانت به بواسير فكان يصبر على ألمها، وكانت الملائكة تسلم عليه فاكتوى فانقطع سلامهم عليه، ثمّ ترك الكي فعاد سلامهم عليه. ذكره النوويّ.
وكان - رضي الله عنه - مجاب الدعوة، ويقال: إنه كان يرى الحفظة، وكانت تكلمه حتَّى اكتوى، فلمّا اكتوى فقده ثمّ عاد إليه، وكان ذلك قبل وفاته بسنتين. كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب. وكان عمر - رضي الله عنه - بعثه إلى أهل البصرة ليفقههم.
قال ابن سيرين: لم يكن يقدم على عمران أحد من الصّحابة ممن نزل البصرة.
وقال أيضًا: أفضل من نزل البصرة من الصّحابة عمران وأبو بكرة.
وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة خير لهم من عمران.
ومات سنة اثنين وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين.
وهذا كان خاصّا به ولا يقاس عليه، فيستحبّ لمن أصيب بمرض البواسير أن يعالجه لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: تداووا يا عباد الله، فإن الله لم ينزل داء إِلَّا أنزل له شفاء كما هو مخرج في كتاب الطب.
[٨٧ - باب فضائل عمير بن حمام الأنصاري]
• عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُسَيْسَة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتكلم، فقال: "إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا". فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في