أي يتجاوز اللَّه عنهم على ترك هجرتهم، و {عَسَى} من اللَّه واجب، لأنّه للإطماع، واللَّه تعالى إذا أطمع عبدا في شيء أوصله إليه.
• عن أبي هريرة قال: بينا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي العشاء، إذ قال:"سمع اللَّه لمن حمده". ثم قال قبل أن يسجد:"اللهم نَجِّ عياش بن أبي ربيعة، اللهم نجِّ سلمة بن هشام، اللهم نَجِّ الوليد بن الوليد، اللهم نَجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدُدْ وطأتك على مُضَر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٩٨)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٦٧٥: ٢٩٥) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: فذكره. واللفظ للبخاري. ومسلم لم يسق لفظه كاملا بهذا الإسناد، وإنما ساق أول الحديث وأحال البقية على ما قبله.
وهذا خاص بالمسلم الذي يعيش في دار الكفر، ولا يستطيع أن يعبد اللَّه وحده، ولا يؤدّي شعائر الإسلام، فيجب عليه أن يهاجر منها فإن أرض اللَّه واسعة، يجد فيها مراغما كثيرة كما وعد اللَّه بخلاف الّذي في دار الكفر وله حرية في العبادة وأداء شعائر الإسلام فلا يجب عليه الهجرة منها. بل قد يكون البقاء فيها خير له للدعوة إلى اللَّه سبحانه وتعالى.
• عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} كان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر، وكان مريضا فقال لأهله: أخرجوني من مكة، فإني أجد الحرّ. فقالوا: أين نخرجك؟ . فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الآية:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ} إلى آخر الآية.