• عن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضحك، فقال:"هل تدرون مم أضحك؟ ". قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:"من مخاطبة العبد ربه. يقول: يا رب، ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى. قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني. قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي. قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بُعدا لكُنَّ وسُحقا. فعنكُنّ كنتُ أناضل".
صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٩) عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر، حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس بن مالك فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث رؤية الرب يوم القيامة - وجاء فيه:"ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليّ؟ ، فيختم على فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليُعذِر من نفسه. وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٨) عن محمد بن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
أي: أمر الله عباده المؤمنين ألا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم إلا بعد الاستئذان، وقد جاء في بيان شرعية الاستئذان وآدابه أحاديث كثيرة، منها:
• عن أبي سعيد الخدري قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى، كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي، فرجعت فقال: ما منعك؟ . قلت: استأذنت ثلاثا، فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استأذن أحدكم ثلاثا، فلم يؤذن له، فليرجع". فقال: والله لتقيمنّ عليه ببينة. أمنكم أحد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك.
متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٤٥) - واللفظ له -، ومسلم في الآداب (٢١٥٣)