السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا واللَّه الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [سورة الجن ١ - ٢]. فأنزل اللَّه على نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- وإنما أوحي إليه قولُ الجنّ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٧٧٣)، ومسلم في الصّلاة (٤٤٩) كلاهما من حديث أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.
قال الزهريّ:"من اللَّه الرّسالة، وعلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- البلاغ، وعلينا التسليم".
• عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ محمدًا كتم شيئًا من الوحي فلا تصدقه، إنّ اللَّه تعالى يقول:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٣١) عن محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة، فذكرت مثله.
وفي الباب عن سمرة بن جندب في قصة الكسوف في خطبة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"أيها الناس أَنْشُدكم باللَّه إن كنتم تعلمون أني قصرتُ عن شيء من تبليغ رسالات ربّي لما أخبرتموني ذاك، بلغتُ رسالات ربّي كما ينبغي لها أن تُبلّغ، وإن كنتم تعلمون أني بلّغتُ رسالات ربّي لما أخبرتموتي ذاك". قال: فقام رجالٌ فقالوا: نشهدُ أنك قد بلّغتَ رسالات ربِّك ونصحتَ لأمّتك، وقضيتَ الذي عليك، ثم سكتوا".
رواه الإمام أحمد (٢٠١٧٨) عن أبي كامل، حدثنا زهير، حدثنا الأسود بن قيس، حدثنا ثعلبة ابن عباد العبديّ -من أهل البصرة- قال: "شهدتُ يومًا خطبةً لسمرة بن جندب" فذكر في خطبته حديثًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال (فذكر خطبة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث طويل).
وصحّحه ابن خزيمة (١٣٩٧)، وابن حبان (٢٨٥٢)، والحاكم (١/ ٣٢٩ - ٣٣٠، ٣٣٤) كلّهم رووه من طريق الأسود بن قيس العبديّ بإسناده مختصرًا ومطوّلًا.