فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال:"أدخل علي عشرة" حتى عد أربعين، ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قام، فجعلت أنظر، هل نقص منها شيء.
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٥٠) عن الصلت بن محمد، حدثنا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس.
وعن هشام (هو ابن حسان)، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن أنس.
وعن سنان أبي ربيعة، عن أنس، فذكره.
قال ابن حجر: هذه الأسانيد الثلاثة لحماد بن زيد. الفتح (٩/ ٥٧٤).
ورواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٠) من وجوه أخرى عن أنس مطولا ومختصرا.
[٢٠ - باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف]
• عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن أبا بكر تضيف رهطا، فقال لعبد الرحمن: دونك أضيافك، فإني منطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء، فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده، فقال: اطعموا، فقالوا: أين رب منزلنا، قال: اطعموا، قالوا: ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا، قال: اقبلوا عنا قراكم، فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه، فأبوا، فعرفت أنه يجد علي، فلما جاء تنحيت عنه، فقال: ما صنعتم، فأخبروه، فقال: يا عبد الرحمن، فسكت، ثم قال: يا عبد الرحمن، فسكت، فقال: يا غنثر، أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت، فخرجت، فقلت: سل أضيافك، فقالوا: صدق، أتانا به، قال: فإنما انتظرتموني، والله! لا أطعمه الليلة، فقال الآخرون: والله! لا نطعمه حتى تطعمه، قال: لم أر في الشر كالليلة، ويلكم، ما أنتم؟ لم لا تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك، فجاءه، فوضع يده فقال: باسم الله، الأولى للشيطان، فأكل وأكلوا.
وزاد مسلم: فلما أصبح غدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! بروا وحنثت، قال: فأخبره، فقال:"بل أنت أبرهم وأخيرهم" قال: ولم تبلغني كفارة.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٤٠)، ومسلم في الأشربة (٢٥٠٧: ١٧٧) كلاهما من طريق سعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره. واللفظ الأول للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، والزيادة المذكورة له.
[٢١ - باب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل]
• عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له، فأمسى