يحمل الحديثان على أنهما في وقتين مختلفين فكان يلبسه تارة في اليمين وتارة في اليسرى. وهذا أولى من تضعيف أحدهما.
[٨ - باب لبسه الخاتم في خنصره]
• عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتمًا من فضة، ونقش فيه محمد رسول الله، وقال للناس: "إني اتخذت خاتمًا من فضة، ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقش أحد على نقشه".
قال أنس: فإني لأرى بريقه في خنصره.
متفق عليه: رواه البخاري في اللباس (٥٨٧٦، ٥٨٧٤) ومسلم في اللباس (٢٠٩٢) كلاهما من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: فذكره.
[٩ - باب طرح الخاتم عند دخول الخلاء إذا كان فيه اسم الجلالة]
روي عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء وضع خاتمه. إلا أنه منكر.
رواه أبو داود (١٩) والترمذي (١٧٤٦) والنسائي (٥٢١٣) وابن ماجه (٣٠٣)، وابن حبان (١٤١٣)، والحاكم (١/ ١٨٧) كلهم من طرق عن همّام بن يحيى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح غريب"، وفي بعض النسخ: "حسن غريب".
قلت: وإسناده ظاهره الصحة، فإن رجاله كلهم ثقات، لكن الأئمة أعلوه فقال أبو داود عقبه: هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اتخذ خاتمًا من ورق ثم ألقاه"، والوهم فيه من همام، ولم يروه إلا همام". اهـ.
ونقله عنه البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٩٥) وقال: "هذا هو المشهور عن ابن جريج دون حديث همام". اهـ.
وقال النسائي في السنن الكبرى (٥/ ٤٥٦): "هذا الحديث غير محفوظ".
وأعله الدارقطني بالاختلاف على ابن جريج، فقال في العلل (١٢/ ١٧٥ - ١٧٦): "رواه همام بن يحيى ويحيى بن المتوكل ويحيى بن الضريس عن ابن جريج ... ورواه عبد الله بن الحارث المخزومي، وحجاج، وأبو عاصم، وهشام بن سليمان، وموسى بن طارق، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس أنه رأى في يد النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا من ذهب، فاضطرب الناس الخواتيم، فرمى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "لا ألبسه أبدًا" قال: "وهو المحفوظ، وهو الصحيح عن ابن جريج". اهـ.
فتبين من كلام الدارقطني أن همامًا لم يتفرد به عن ابن جريج خلافًا لما قاله أبو داود، بل تابعه يحيى بن المتوكل، ويحيى بن الضريس فأما رواية ابن المتوكل فأخرجها الحاكم (١/ ١٨٧) وعنه